العلاج بالخلايا الجذعية

توجد الخلايا الجذعية طبيعياً في جسم الإنسان، وتتميز بقدرتها على التجدد والتحول إلى أنواع متعددة من الخلايا المختلفة في الجسم، وتنقسم الخلايا الجذعية إلى خلايا جذعية جنينية وخلايا جذعية بالغة، وتعتبر الخلايا الجذعية موضوعاً للدراسة والأبحاث المستمرة في مجال الطب، ويعتقد العلماء أن استخدام الخلايا الجذعية يمكن أن يسهم في فهم أمراض مختلفة وتطوير علاجات جديدة لها، وكذلك في استعادة وظائف الأنسجة المتضررة أو المفقودة نتيجة للإصابة أو الأمراض، وسنقدم في هذا المقال العلاج بالخلايا الجذعية.

الأمراض الممكن علاجها بالخلايا الجذعية

في المجال الطبي تُعتبر الخلايا الجذعية من الطرق المبتكرة التي تستخدم في علاج العديد من الأمراض، وعندما نتحدث عن الأمراض التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية فإننا لا نشير إلى فئة محددة من الأمراض، ولكننا نشير إلى القدرة المتعددة للخلايا الجذعية على التمايز والتطور لتصبح عدة أنواع مختلفة من الخلايا التي يمكن استخدامها لإصلاح الأنسجة المتضررة، ويعرف هذا النوع من العلاج بالطب التجديدي، وفيما يلي نتعرف على الأمراض الممكن علاجها بالخلايا الجذعية:

  • علاج الأمراض العصبية

هناك العديد من الأمراض العصبية التي يتم معالجتها باستخدام الخلايا الجذعية، فمثلاً يُستخدم العزل الخلوي للخلايا الجذعية المأخوذة من دماغ مريض يعاني من مرض باركنسون، ويتم حقنها في الدماغ بعد تحفيزها لتتحوّل إلى خلايا عصبية تنتج الدوبامين، مما يساعد في تقليل تصلّب العضلات والرجفة المصاحبة للمرض.

ويُمكن أن تلعب الخلايا الجذعية دوراً في علاج مرض الزهايمر، حيث يمكن أخذ الخلايا الجذعية من نخاع العظم لشخص يعاني من المرض وزراعتها في الدماغ، حيث تبدأ في أداء وظائف الخلايا المتضررة.

بالإضافة إلى ذلك هناك أمراض عصبية أخرى علاجها الخلايا الجذعية ومن الأمثلة على ذلك إصابات النخاع الشوكي ومرض التصلب الجانبي الضموري، حيث يمكن استخدام الخلايا الجذعية لتعزيز عملية إصلاح الأنسجة وتحسين الوظائف العصبية.

  • علاج الأمراض الوراثية

تُعد الأمراض الوراثية التي تنجم عن الطفرات من الفئات التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية، ومن هذه الأمراض نجد التليّف الكيسي وفقر الدم المنجلي ومرض هنتنغتون ومتلازمة مارفان وسرطان الثدي.

يتم استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض الوراثية من خلال الإصلاح الخلوي للأنسجة المتضررة من المرض، حيث يتم زراعة الخلايا الجذعية غير المتأثرة بالطفرات لاستعادة الوظيفة الطبيعية للخلايا المتضررة.

  • علاج أمراض أخرى

بالإضافة إلى الأمراض العصبية والوراثية، هناك العديد من الأمراض الأخرى التي يمكن علاجها باستخدام الخلايا الجذعية. ومن هذه الأمراض نذكر:

  • السكري من النوع الأول: يمكن استخدام الخلايا الجذعية لزراعة خلايا بيتا في البنكرياس لتحفيز إنتاج الإنسولين وتحسين إدارة مستويات السكر في الدم.
  • أمراض القلب: يمكن استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض القلب، ويتم دراسة كيفية تمايز الخلايا الجذعية لتصبح خلايا عضلة القلب وتحفيز عملية إصلاح عضلة القلب بعد تعرضها لأمراض مثل النوبة القلبية.
  • الفصال العظمي: يتم استخدام الخلايا الجذعية في علاج الفصال العظمي من خلال زراعتها في المفاصل المتضررة لتعزيز إصلاح الأنسجة وتخفيف الألم.
  • الحروق: يعتبر علاج الحروق باستخدام الخلايا الجذعية تقنية مفيدة جداً يمكن زراعة الخلايا الجذعية لتعزيز عملية تجديد الجلد المتضرر وتعزيز شفاء الحروق.
  • السرطان: يتم استخدام الخلايا الجذعية في العديد من الأبحاث والتجارب لعلاج السرطان، ويتم تطوير استراتيجيات لاستخدام الخلايا الجذعية في تدمير الخلايا السرطانية وتجديد الأنسجة المتضررة جراء العلاج التقليدي للسرطان. 

استخدامات الخلايا الجذعية

بالإضافة إلى الأمراض، هناك العديد من الاستخدامات الأخرى المحتملة للخلايا الجذعية في مجال الطب. بعض هذه الاستخدامات تشمل:

  • التوصل إلى علاجات جديدة: يمكن استخدام الخلايا الجذعية في البحث العلمي لفهم أسباب الأمراض واكتشاف علاجات جديدة، وتساهم دراسة الخلايا الجذعية في تطوير المزيد من المعرفة حول العمليات الحيوية وتأثيرها على الصحة والمرض.
  • إجراء الدراسات السريرية: يمكن استخدام الخلايا الجذعية في تنفيذ الدراسات السريرية لتقييم فعالية العلاجات الجديدة.

فوائد العلاج بالخلايا الجذعية

علاج الأمراض باستخدام الخلايا الجذعية هو مجال يتطور بسرعة ويعد من أهم مجالات البحث العلمي في الوقت الحالي، إذ تعتبر الخلايا الجذعية قادرة على تجديد الأعضاء واستبدال الخلايا الميتة في الجسم، وهذه القدرة يجعلها تستخدمفي علاج العديد من الأمراض، وفيما يلي نذكر أهم الأمراض التي يمكن استخدام الخلايا الجذعية في علاجها:

  • مرض السكري: يمكن استخدام الخلايا الجذعية لإنتاج هرمون الإنسولين الذي يعاني من نقصه مرضى السكري النوع الأول، وتمت دراسة هذا الموضوع في التجارب المخبرية على الفئران وأظهرت نتائج جيدة.
  • أمراض القلب: يمكن تنشيط نمو أنسجة سليمة في القلب باستخدام الخلايا الجذعية في حالة تضرر أنسجة القلب لدى المرضى.
  • أمراض الدم: مثل مرض الثلاسيميا، يمكن استخدام الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا الدم السليمة للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، كما يمكن استخدامها في علاج مرضى السرطان الذين فقدوا خلايا الدم الجذعية الخاصة بهم خلال العلاج الكيميائي.
  • الحروق: يمكن استخدام الخلايا الجذعية لإنتاج جلد جديد في حالات الحروق الشديدة، مما يساعد في تجديد الجلد المتضرر.
  • التنكس البقعي المرتبط بالسن: في هذه الحالة، يمكن استخدام الخلايا الجذعية لتكوين خلايا الشبكية في العين وتعويض الخلايا التالفة، مما يساهم في استعادة البصر لدى المرضى.
  • زراعة الأعضاء: يعد استخدام الخلايا الجذعية في زراعة الأعضاء من الابتكارات المهمة في مجال الطب، ويمكن استخدام الخلايا الجذعية لتوليد وتنمية أعضاء جديدة، مما يفتح أفاقاً جديدة في عمليات زراعة الأعضاء ويساعد في حل مشكلة نقص الأعضاء المانحة.
  • تطوير الأدوية: يمكن استخدام بعض أنواع الخلايا الجذعية في تقييم سلامة وفعالية الأدوية قبل تجريبها على البشر، هذا الاستخدام يلعب دوراً هاماً في تطوير الأدوية وتقليل المخاطر والسمية المحتملة لها.

الآثار الجانبية للعلاج بالخلايا الجذعية

علاج الخلايا الجذعية أصبح شائعاً في السنوات الأخيرة، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة القصيرة الأجل لعلاج الخلايا الجذعية الإرهاق، والصداع، والرعشة، والغثيان، والحمى منخفضة الدرجة، ومع ذلك تختلف الآثار الجانبية فليس كل مريض يعاني من آثار جانبية، وبشكل عام تكون هذه الآثار الجانبية خفيفة ومؤقتة، بالإضافة إلى ذلك قد يختلف معدل حدوث الآثار الجانبية اعتماداً على نوع الخلايا الجذعية المستخدمة والجرعة وطريقة الإعطاء.

يجب أن نذكر أن العلاج بالخلايا الجذعية رغم الآثار الجانبية المحتملة يعد خياراً علاجياً آمناً وفعالاً للعديد من الحالات، بما في ذلك إصابات الحبل الشوكي، أمراض القلب، الحالات المناعية، اضطرابات الجهاز العصبي التنكسية، وداء السكري، وبالنظر الدقيق في الآثار الجانبية المحتملة والمراقبة الوثيقة من قبل الفريق الطبي، يستطيع الأفراد اتخاذ قرار مدروس حول ما إذا كان علاج الخلايا الجذعية هو الخيار المناسب لهم، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة القصيرة الأجل لعلاج الخلايا الجذعية ما يلي:

آثار العلاج بالخلايا الجذعية عبر الوريد

  • الإرهاق.
  • الصداع.
  • الرعشة.
  • الغثيان.
  • الدوار.
  • الألم أو الانزعاج في موقع الحقن.
  • الحمى منخفضة الدرجة.

آثار العلاج بالخلايا الجذعية عبر الحقن في منطقة بالجسم

  • الألم أو الانزعاج في موضع الحقن.
  • التورم.
  • الكدمات.
  • الاحمرار.
  • الخدران.
  • الوخز.
  • العدوى.

آثار العلاج بالخلايا الجذعية بالحقن داخل الجهاز العصبي

  • الصداع.
  • الغثيان.
  • الدوار.
  • الإرهاق.
  • الألم أو الانزعاج في موقع الحقن.
  • أعراض عصبية مثل الضعف أو الخدران.
  • الحمى.

آثار العلاج بالخلايا الجذعية عبر الأنف

  • احتقان الأنف.
  • سيلان الأنف.
  • العطس.
  • التهاب الحلق.
  • الصداع.
  • الدوار.