تُعرف الخلايا الجذعية بأنها خلية غير متخصصة لديها القدرة على التكاثر لإنتاج خلايا جذعية أخرى وبعض الخلايا المتخصصة، والخلايا المتخصصة التي تنتجها تشكل أعضاء وأنسجة الكائنات الحية، وتمتلك الخلايا الجذعية القدرة على العلاجات لاستبدال الخلايا التالفة أو المعيبة الناتجة عن مجموعة من الإصابات والاضطرابات مثل مرض السكري وأمراض القلب ومرض باركنسون، وسنعرض بالتفصيل ما هي الخلايا الجذعية.
الخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية هي من الخلايا الرئيسية في جسم الإنسان وتعد خلايا بدائية غير متخصصة لكنها قادرة على الانقسام لتصبح خلايا متخصصة مثل خلايا الدم وخلايا العضلات وخلايا الكبد وغيرها، وهي أيضاً من الخلايا غير المتمايزة التي يمكن أن تنقسم بصورة منتظمة في بعض مناطق الجسم من أجل إصلاح وتجديد الأنسجة ومن الأمثلة على المناطق التي تعمل فيها الخلايا الجذعية لإصلاح الخلايا وتجديدها الجهاز الهضمي ونخاع العظم.
أنواع الخلايا الجذعية
هناك أربعة أنواع للخلايا الجذعية وفيما يلي نبين ما هي:
الخلايا الجذعية الجنينية
تُستخرج من الجنين في مرحلة مبكرة جداً أي يبلغ عمرها من 3 إلى 5 أيام، وتعرف هذه المرحلة بالكيسة الأريمية، ويكون عدد الخلايا في جسم 150 خلية، والخلايا الجذعية هذه متعددة القدرات أي أنها تتكاثر كي تنتج المزيد من الخلايا الجذعية التي يمكن أن تصبخ أي نوع من خلايا الجسم، وتستخدم الخلايا الجذعية الجنينية لترميم وإصلاح الأعضاء والأنسجة المصابة بالأمراض.
الخلايا الجذعية البالغة
توجد هذه الخلايا في غالبية الأنسجة البالغة لكن بأعداد قليلة مثل الدهون أو نخاع العظم، وتمتلك الخلايا الجذعية البالغة قدرة محدودة على تكوين خلايا الجسم على عكس الخلايا الجذعية الجنينية.
الخلايا الجذعية قبل الولادة
توجد خلايا جذعية في السائل السلوي ودم الحبل السري وهذا ما اكتشفه الباحثون، ويمكن لهذه الخلايا التحول إلى خلايا متخصصة، من المعروف أن الكيس المحيط بالجنين والذي يتكون في الرحم ويحمي الجنين مملوء بالسائل السلوي، وتمكن باحثون من تحديد وجود الخلايا الجذعية في عينات السائل السلوي الذي تم سحبه من النساء الحوامل لأغراض العلاج أو من أجل الاختبار، ويسمى هذا الإجراء بسحب السائل السلوي.
الخلايا الجذعية المستحثة وافرة القدرة
الخلايا الجذعية المستحثة وافرة القدرة تم تصميمها عن طريق إعادة البرمجة الوراثية، وتم تطوير هذه الخلايا من خلايا بالغة طبيعية لديها خصائص تشبه الخلايا الجذعية الجنينية، واستُخدمت هذه التقنية في علاج الفئران المصابة بفشل القلب إذ تم حقنها بخلايا مأخوذة من خلايا النسيج الضام المعاد برمجتها جينياً، لكن لا يعرف العلماء حتى هذا الوقت ما إذا كانت الخلايا المعاد برمجتها تسبب آثاراً جانبية للإنسان أم لا.
كيف يتم جمع الخلايا الجذعية
يمكن جمع الخلايا الجذعية للبالغين بالطرق التالية:
- الدم: في عملية زرع الخلايا الجذعية الذاتية، يتم جمع الخلايا من دم المريض نفسه، أما بالنسبة للزرع الخارجي فيتم الحصول على الخلايا الجذعية من متبرع يتطابق مع نسيج المريض، ويمكن أن يكون قريباً منه أو غير مرتبط به، يتم جمع الدم عن طريق القسطرة، ومن ثم يتم تمرير الدم عبر جهاز خاص يقوم بفصل الخلايا الجذعية عن بقية الدم. وبعد ذلك، يتم إعادة حقن الدم المتبقي في المتبرع.
- نخاع العظم: في بعض الأحيان يتم جمع الخلايا الجذعية من نخاع العظام بدلاً من الدم. يتم إجراء هذه العملية تحت تأثير التخدير العام، عادة ما يتم سحب النخاع العظمي من عظام الحوض، وبالنسبة لزرع الخلايا الجذعية الذاتية فيتم الحصول على الخلايا من نخاع العظام الخاص بالمريض، أما في عملية الزرع الخيفي فيتم الحصول على نخاع العظم هذا من متبرع يتطابق مع نسيج الجسم، ويتم إدخال إبرة طويلة في العظم، ويتم سحب النخاع في المحقنة حتى يتم جمع حوالي لتر واحد منه وبعد استخراج هذه الكمية من نخاع العظم يترك الجسم كمية كافية من النخاع لتلبية احتياجات المريض، حيث يستبدل الجسم بسرعة الكمية المأخوذة.
- دم الحبل السري: يمكن أيضاً إجراء عمليات زرع الخلايا الجذعية باستخدام الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري للأطفال حديثي الولادة.، بحيث يقوم الطبيب بجمع الدم من الحبل السري والمشيمة بعد ولادة الطفل، ويتم تخزين هذه الخلايا الجذعية في بنك دم الحبل السري، ثم يتم إجراء اختبارات لمطابقة الأنسجة بين المتبرع والمريض، وبعد التأكد من التوافق، تكون الخلايا الجذعية جاهزة للتبرع للمريض المناسب، وتعتبر هذه الخلايا الجذعية فرصة قيمة للعلاج، حيث يمكن استخدامها في علاج العديد من الأمراض والاضطرابات الجسدية.
العلاج بالخلايا الجذعية
يُعرف العلاج بالخلايا الجذعية بالطب التجديدي، وهو استراتيجية مبتكرة لاستعادة وتجديد الأنسجة التالفة أو المعيبة وظيفياً، وذلك باستخدام الخلايا الجذعية ومشتقاتها، ويعتبر هذا النهج من أحدث التقنيات في مجال زراعة الأعضاء، حيث يتم الاستفادة من الاستخدام المكثف للخلايا بدلاً من الاعتماد على الأعضاء المتبرع بها والتي تكون ذات توافر محدود.
يقوم الباحثون بدراسة وتطوير طرق زراعة الخلايا الجذعية في البيئة المخبرية بحيث يتم تحويل هذه الخلايا الجذعية إلى خلايا متخصصة تنتمي إلى أنواع محددة من الأنسجة، مثل خلايا عضلة القلب، وخلايا الدم، والخلايا العصبية.
بعد ذلك، يتم زراعة هذه الخلايا المتخصصة في جسم المريض، فمثلاً إذا كان المريض يعاني من أمراض في القلب، يمكن حقن الخلايا في أنسجة القلب المتضررة وبالتالي تعمل هذه الخلايا على إصلاح وتجديد أنسجة القلب المصابة.
توضح الأبحاث الحديثة أن الخلايا الجذعية المستخلصة من النخاع العظمي للبالغين والتي تتطور لتشبه خلايا القلب، قد تكون قادرة على إصلاح أنسجة القلب المتضررة. وتستمر الدراسات والأبحاث العلمية في هذا المجال لاستكشاف المزيد من الإمكانيات وتحسين فهم آليات عمل هذا النوع من العلاج.
فوائد الخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية هي خلايا تمتلك القدرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم. وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن للخلايا الجذعية العديد من الفوائد في مجالات مختلفة، وفيما يلي أهم فوائدها:
-
علاج أمراض القلب والأوعية الدموية
قد تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية تلفاً في الأنسجة ونقصاً في التروية الدموية، مما يؤدي إلى تشكل نسيج ندبي وتغيرات في ضغط الدم وتدفق الدم، وتشير الأبحاث إلى أن الخلايا الجذعية المستخرجة من نخاع العظم يمكن أن تتطور إلى خلايا الأوعية الدموية والقلب، وبالتالي تعزز عملية إصلاح الأنسجة وتحسن الدورة الدموية.
-
المساعدة في التئام الجروح والشقوق
للخلايا الجذعية فائدة في تعزيز عملية التئام الجروح والشقوق، فباستخدام الخلايا الجذعية يمكن تعزيز نمو أنسجة الجلد الجديدة وتعزيز إنتاج الكولاجين، كما يمكنها المساعدة في تحفيز نمو الشعر بعد التساقط، وتعويض النسيج الندبي بأنسجة جديدة وصحية.
-
علاج أمراض التنكس العصبي
تظهر الأبحاث أن الخلايا الجذعية المزروعة يمكن أن تلعب دوراً في تكوين خلايا عصبية جديدة في الدماغ بعد التعرض لأي إصابة في الدماغ أو في حالات الإصابة بالأمراض مثل مرض باركنسون وهنتنغتون وغيرها من أمراض التنكس، وهذا يعني أن استخدام العلاج بالخلايا الجذعية يمكن أن يسهم في إصلاح النسيج العصبي المتضرر ويحسين وظائف الدماغ.
-
علاج أمراض المناعة الذاتية
تعتبر الخلايا الجذعية من الطرق العلاجية المحتملة لأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض الذئبة، وتوفر الخلايا الجذعية إمكانية تجديد وتعويض الأنسجة المتضررة، وقد أظهرت بعض الأبحاث نتائج واعدة في استخدام الخلايا الجذعية لتقليل الالتهابات وتحسين وظائف الجهاز المناعي.
الآثار الجانبية للعلاج بالخلايا الجذعية
عند الخضوع للعلاج بالخلايا الجذعية دون إشراف طبي مؤهل فمن الممكن التعرض لبعض الآثار الجانبية المحتملة وهي كما يلي:
- الرفض المناعي: يحدث عندما يعتبر جهاز المناعة الخلايا الجذعية المزروعة كأجسام غريبة ويهاجمها، يتم استخدام أدوية للحد من فرص حدوث الرفض المناعي، ولكنها قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- انخفاض في عدد خلايا الدم: يحدث بعد العلاج الكيميائي الذي يهدف للتخلص من الخلايا التالفة وزرع الخلايا الجذعية، ويمكن أن يتسبب في نقص خلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية، وخلايا الدم البيضاء وفي هذه الحالة يحتاج المريض إلى علاجات إضافية لمعالجة هذه المشكلة.
- الإصابة بمرض الانسداد الوريدي: يحدث عندما تسد الأوعية الدموية الصغيرة المؤدية إلى الكبد بعد زرع الخلايا الجذعية من متبرع، ويمكن استخدام الأدوية للوقاية منه أو لعلاجه.
- تراكم السوائل: يحدث نتيجة تراكم السوائل والأدوية التي يتم إعطاؤها عن طريق الوريد وعمليات نقل الدم، ويمكن أن يتسبب في أضرار للكبد والكلى والرئتين، وارتفاع ضغط الدم.